يعتبر التعرق المفرط حالة صحية ومرضية محرجة وغير مريحة تؤثر على العديد من الأشخاص من الرجال والنساء وحتى الأطفال وهي حالة طبية تجعل الكثير من هؤلاء يتعرقون أكثر مما يحتاجه الجسم لتنظيم درجة حرارته بالحد الطبيعيّ. يمكن أن يحدث التعرق المفرط في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الإبطين واليدين والقدمين والرأس والوجه وحتى الفخذين بسبب مجموعة من الأسباب والعوامل. سنناقش في هذه المقالة الموجهة لكِ سيدتي كل ما تودين معرفته عن التعرق المفرط، بما في ذلك أسبابه وخيارات العلاج ونصائح للوقاية والتقليل قدر الإمكان من شد التعرق المفرط.

التعرق المفرط

لنبدأ أولاً بالتعريف جيداً بالتعرق المفرط. يعتبر التعرق المفرط حالة طبية شائعة الحدوث بين الرجال والنساء والأطفال الصغار إذ تتميز بزيادة إفراز الغدد العرقية للعرق بشكل غير طبيعي، بما يتجاوز ما هو ضروري لتنظيم درجة حرارة الجسم ويمكن أن يؤثر على منطقة واحدة أو أكثر من الجسم مثل راحتي اليدين، أخمص القدمين، تحت الإبطين، الوجه والرأس ومناطق أخرى من الجسم.

يمكن أن تكون هذه الحالة أولية، دون سبب محدد، أو ثانوية، ناتجة عن حالة طبية أساسية أو استخدام الدواء. يؤثر التعرق المفرط بشكلٍ كبير على حياة الكثير من الأشخاص، مما يؤدي إلى الإحراج والعزلة الاجتماعية والاضطراب العاطفي في بعض الأحيان. يتم تشخيص التعرق المفرط عادةً بناءً على الفحص البدني ويمكن علاجه بمجموعة متنوعة من التقنيات والمنتجات المتوفرة في الصيدليات والمتاجر الإلكترونية بما في ذلك مضادات التعرق والأدوية الموصوفة والإجراءات الجراحية وتقنيات الليزر والبوتوكس.


اسباب التعرق المفرط

لا بد من وجود أسباب علمية وراء التعرق المفرط، حيث يواجه العديد من الأشخاص التعرق المفرط بدون مجهود بدني عالٍ وهنا يجب الانتباه والاهتمام لسبب إفرازات الغدد العرقية كل هذا العرق. اسباب التعرق المفرط متعددة ومتشبعة ولا يمكن ذكرها كاملةً، لذا سنسلط الضوء على أكثر أسباب التعرق المفرط شيوعاً:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية: يُسبِّب فرط نشاط الغدة الدرقية زيادة التمثيل الغذائي ورفع درجة حرارة الجسم وبالتالي التعرق المفرط في ساعات اليوم المختلفة.
  • انقطاع الطمث: تسبب التغيرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث الهبات الساخنة والتي يمكن أن تؤدي إلى التعرق الشديد عند النساء.
  • الأدوية: تسبب بعض أنواع الأدوية التعرق المفرط كأحد آثار هذه الأدوية الجانبية. من الممكن أن يعاني الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضاد اكتئاب، مضادات حيوية وأدوية ضغط الدم من فرط التعرق في مناطق مختلفة من الجسم.
  • القلق والتوتر: يمكن لكل من الإرهاق العاطفي والإجهاد العقلي أن يحفز الجهاز العصبي الودي في الجسم، مما قد يؤدي إلى التعرق المفرط.
  • السمنة: يعتبر الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر عرضة للتعرق المفرط من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي بسبب عمل الجسم بجهد أكبر لتنظيم درجة الحرارة.
  • الالتهابات: تسبب بعض أنواع العدوى مثل السل وفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الشغاف التعرق المفرط وضيق النفس كأحد الأعراض.
  • مرض السكري: يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري التعرق المفرط، وخاصةً في الليل.
  • الاضطرابات العصبية: تتسبب بعض الاضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون والاعتلال العصبي اللاإرادي في التعرق المفرط.
  • أنواع معينة من السرطان: يسبب كل من سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم التعرق المفرط كأحد الأعراض.
  • العوامل الوراثية: التعرق المفرط يمكن أن يكون وراثياً. وفي بعض الحالات، قد تكون موروثة كصفة سائدة إذ تعتبر الجينات من أبرز أسباب التعرق المفرط.

اقرئي أكثر عن: أسباب التعرق الزائد في الجسم.


التعرق المفرط تحت الابطين

يعتبر التعرق الزائد تحت الابطين حالة طبية تسمى فرط التعرق الإبطي والذي ينجم عن فرط نشاط الغدد العرقية التي تنتج العرق بصورة غير طبيعية. إنَّ السبب الدقيق لفرط التعرق الإبطي ليس محدداً تماماً، حيث من الممكن أن يكون فرط تعرق أولي مجهول السبب، أو فرط تعرق ثانوي نتيجة لوجود مشاكل صحية في الجسم أو فرط تعرق وراثي.

بشكلٍ عام، يرتبط التعرق المفرط تحت الابطين بالإفراط في تحفيز الجهاز العصبي الودي - الذي يتحكم في التعرق. توجد هناك عدة خيارات لعلاج التعرق المفرط تحت الابطين مثل مضادات التعرق والأدوية وحقن البوتوكس والليزر والجراحة حيث يتم اعتماد العلاج المناسب وفقاً لحالة المريض وشدة التعرق المفرط تحت الابطين.


التعرق المفرط في الوجه

يحدث التعرق المفرط في الوجه نتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب بما في ذلك العوامل الوراثية، القلق، التوتر أو كأثر جانبي لتناول بعض الأدوية. من جهةٍ أخرى، يمكن أن يكون أيضاً أحد أعراض حالة طبية كامنة مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، انقطاع الطمث أو الإصابة بمرض باركنسون. يعتبر التعرق المفرط في الوجه حالة صحية شائعة الحدوث بين الرجال والنساء تتميز بإفراز الغدد العرقية للعرق بشكلٍ مفرط في الجبهة والرأس في جميع الفصول حتى من دون القيام بمجهود بدني حيث يتم علاجه باستخدام مضادات التعرق ذات المكونات الفعالة في سد الغدد العرقية أو تقنيات الليزر أو ابر البوتوكس.

موضوع ذو صلة: كل ما تود معرفته عن عملية التعرق عند الإنسان


التعرق المفرط اثناء النوم

يُعد التعرق المفرط اثناء النوم - المعروف أيضاً باسم التعرق الليلي - حالة طبية يعود ظهورها إلى أكثر من سبب. يعتبر السبب الأكثر شيوعاً هو انقطاع الطمث عند النساء، لأنه يمكن أن يسبب اختلالات هرمونية تؤدي إلى التعرق الليلي. أما عن التعرق المفرط اثناء النوم عند الرجال، يمكن أن يكون التعرق الليلي أحد أعراض انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وتناول بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب والمنشطات التي يمكن أن تُسبب أيضاً التعرق المفرط ليلاً كأثر جانبي.

من الجدير بالذكر، وكما أشارت عدة دراسات وتقارير طبية، أنَّ سبب التعرق المفرط اثناء النوم يعود إلى حالات طبية أساسية أخرى بما في ذلك الالتهابات واضطرابات الغدة الدرقية ومرض السكري. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لعوامل أخرى مثل نمط الحياة المليء بالتوتر والقلق وتناول الكثير من الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل بالقرب من وقت النوم أن تؤدي إلى تفاقم التعرق اثناء النوم.


موضوع ذو صلة: دليلكِ لأهم أسباب تعرق الجسم

تعرق شديد في اليدين والقدمين

يعتبر التعرق المفرط في اليدين والقدمين، المعروفان باسم فرط التعرق الراحي وفرط التعرق الأخمصي على التوالي حالات صحية تنتج عن فرط نشاط الغدد العرقية حيث تسبب تعرق شديد في كل من اليدين والقدمين. تنتج الغدد العرقية العرق من أجل تبريد الجسم، ولكن عندما تصبح مفرطة النشاط، فإنها تنتج عرقاً أكثر من اللازم، مما قد يؤدي إلى التعرق المفرط. يعود سبب التعرق المفرط في اليدين والقدمين إلى العوامل الوراثية ووجود اضطرابات هرمونية وخلل في عمل الغدد الدرقية وتناول بعض أنواع الأدوية التي تسبب تعرق شديد والإصابة ببعض الحالات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري


علاج التعرق المفرط

هناك علاجات مختلفة للتعرق المفرط يعتمد اختيارها على درجة شدة التعرق المفرط وسبب هذا التعرق. يشمل علاج التعرق المفرط:

  • مضادات التعرق: تلعب مضادات التعرق المتاحة دون وصفة طبية والتي تحتوي على كلوريد الألومنيوم دور فعال في علاج التعرق المفرط.
  • الأدوية: يمكن أن تساعد الأدوية الموصوفة مثل مضادات الكولين وحاصرات بيتا في علاج التعرق المفرط من خلال تقليل التعرق.
  • الرحلان الأيوني: يتضمن هذا العلاج استخدام جهاز يرسل تياراً كهربائياً خفيفاً عبر الماء إلى المنطقة التي تعاني من التعرق المفرط مثل اليدين أو القدمين.
  • حقن البوتوكس: يؤدي حقن توكسين البوتولينوم في المنطقة المصابة إلى سد الأعصاب التي تتحكم في التعرق وبالتالي تعمل حقن البوتوكس هذه على تقليل التعرق المفرط.
  • الجراحة: تتم في حالات التعرق المفرط الشديدة إجراء عملية جراحية مثل قطع الودي والتي تنطوي على قطع أو تثبيت الأعصاب النخاعية التي تتحكم في التعرق.


موضوع ذو صلة: دليلكِ لكيفية علاج التعرق الزائد.

حل مشكلة التعرق المفرط

يبحث الجميع عن حل مشكلة التعرق المفرط من جذورها بدلاً من إزالة رائحة العرق أو معالجة آثاره. يكمن حل مشكلة التعرق المفرط في المواظبة على استخدام بخاخ مضاد التعرق الزائد الموضعي الأصلي الذي يُطبَّق على الجلد مباشرةً حيث تُشكِّل مكوناته النشطة والفعالة حاجزاً على سطح الجلد كي تسد الغدد العرقية وبالتالي تخفيف التعرق المفرط إلى حدٍ كبير وتحسين رائحة الجسم والشعور بالجفاف وحماية الملابس من لطخ التعرق مدة يوم كامل.


الوقاية والتقليل من التعرق المفرط

توجد هناك عدة نصائح وطرق للوقاية من التعرق المفرط:

  • ارتداء ملابس تسمح بمرور الهواء لذا يمكنكِ اختيار ملابس مصنوعة من الألياف الطبيعية، مثل القطن والكتان، التي تسمح بمرور الهواء وتبخر العرق لتجنب احتباس الحرارة.
  • استخدمي مضاد التعرق من خلال وضع مضاد التعرق على المناطق المعرضة للتعرق مثل الإبطين، قبل النوم وفي الصباح حيث تلعب هذه المنتجات دور فعال في علاج التعرق المفرط وتحسين الرائحة الكريهة.
  • حافظي على رطوبة جسمكِ من خلال شرب الكثير من الماء للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم ومنع الجفاف الذي قد يؤدي إلى التعرق المفرط.


في النهاية، يعتبر التعرق المفرط مشكلة صحية تستدعي الاهتمام والانتباه وتجنب إهمالها لأنها علامة تدل على وجود مشاكل صحية يعاني منها الجسم وأن سبب التعرق ليس طبيعياً في معظم الأحيان. نأمل أن نكون قد سلطنا الضوء جيداً على التعرق المفرط وأسبابه، وعلاجه وطرق الوقاية والتقليل من شدته.

المصادر: مايو كلينك ، ويب طب ، الطبيّ.

بقلم: الدكتور باسل الزرعي | أخصائيّ في مشاكل الشعر والجلد.